للزواج مكانة كبيرة عند الشعب الموريتاني، الأمر الذي جعلهم يضعون له قواعد وطقوساً صارت متوارثة ولها منزلة في قلوب الناس.
قديماً، كانت مدة احتفالية الزواج تستمر أسبوعاً كاملاً.. ثم اختصرت مع تغير الظروف المحيطة إلى 3 أيام، وبعد ذلك اختصرت إلى حفل في ليلة واحدة، وللحفل طقوسه أيضاً.
وتختلف طرق الاحتفالية بين مجتمع وآخر في موريتانيا، وبين قبيلة وأخرى، وربما من أسرة لأسرة غيرها.. إذ توجد ملامح متقاربة وأخرى غير متقاربة.
ما قبل الزواج
ويقصد بذلك مرحلة الخطوبة، واعتاد الناس في موريتانيا أن تتم الخطوبة عن طريق والدة الشاب، فهي التي تنتقي له الزوجة التي سوف تشاركه حياته وتكون نصفه الآخر، وفي بعض الأحيان يكون الشاب لا يعرف الفتاة من قبل، لكن بعد التقدم إلى أهلها يبدأ التواصل بين العائلتين، إلى أن يتم القبول الذي يبنى أحياناً على اعتبارات قبلية وذلك لما يوجد من دور للزواجات في التآلف والتلاحم بين الأسر.مهر العروس
جرت العادة أن لا يحدث اتفاق يتعلق بالمهر بين العائلتين، لأن الشيم والخصال الأصيلة في موريتانيا لا تقبل بوضع ثمن للعروس لأنها ليست بضاعة، بل يكون المهر دليلاً على التقدير والود، ويجري تقديمه في يوم احتفالية الزواج، بعد أن يتم عقد القران.استعدادات العروس
تعمل النسوة على تزيين العروس وجدل ضفائرها ببعض الأنواع من الحلي المخصصة لطقس الزواج، ويضاف إليها روائح عطرة مصنعة في البلد نفسه، وتوضع القلائد على جيدها، وهي مكونة من أحجاز كريمة وذهب وفضة.. ومن مسمياتها: الكلادة والصرع والبغداد، ويتم تزيين المعصمين ببعض الأساور التي تسمى الأرساغ والليات، كما توضع الخلاخل الفضية الثمينة في رجيلها.طقوس الزفاف
تبدأ الطقوس في منزل أهل العروس، وبعدها تزف إلى عريسها وهي محمولة إلى خيمة جهزت لهذا الهدف يطلق عليها اسم الرك، لتنبعث في المكان أغنيات تحتوي على العبر التربوية والوصايا والنصائح.. ثم يتوجه الموكب نحو شقة مفروشة تم استئجارها من قبل العريس أو أهله.سهرة الترواغ
وهي عادة فيها نوع من استكشاف شوق العريس للعروسة، ومقدار اهتمام أصحابه وانتباههم، كي يقعوا ضحية مكائد النساء.ارحيل
في القديم، كانت العروس لا تغادر منزل والديها إلى أن تنجب ولداً أو اثنين، ويعبر أهل موريتانيا عن ذلك بالقول: إتعادلْ إشڭوڭها.. أي تعادل شقيها، بمعنى أن تتمرس على تربية الأطفال وتعتاد على تحمل الأعباء، وتصبح لديها دراية بذلك قبل أن تغادر المكان الذي نشأت فيه. لكن في الزمن الحديث، صارت الزوجة ترحل من بيت أهلها إلى بيت زوجها، عند الزواج.. ومازال القليل يتمسكون بالعادة القديمة وغالباً يشترطون سنة مدة لها.وفي يوم رحيل الزوجة عن منزل أهلها، فإنها تقضي النهار في منزل والدها ترافقها مجموعة من صديقاتها والمقربين منها، ثم ترجع لتمضي الليلة نفسها في بيت زوجها، وبعدها يتم إيصال "الرحيل" إليها، والرحيل يتكون من الخيمة والأثاث والإبل والأشياء الثمينة الأخرى التي تأخذها معها من منزل أبويها.