الليبيون والبيت.. عشق جارف وذكريات وحنين

خيمة في الصحراء

يوجد لدى أبناء ليبيا عشق جارف لا يضاهي لبيوت الشعر، أو الخيم التي تنصب في الصحراء.. ويطلقون على كل منها اسم البيت، وهناك سكان في البادية الذين يتنقلون مع بيوتهم من موقع لآخر حسب ظروف المكان، وهناك من يزورنها كي يقضوا بعض الوقت في الاستجمام والاستمتاع بنقاء المكان الذي يعيشون طقوسة بعيداً عن صخب المدن وضجيجها، وفي نهاية المطاف يبقى البيت الملاذ الآمن للبدوي، ولو عرضت عليه أماكن حضرية أحمل لرفض لأن مأواه المقدس أهم لديه من أي شيء.

ويأتي بيت البدوي في ليبيا على نوعين، هما بيت الربيع وبيت الصيف، بحسب مصطلحات المكان:

بيت الربيع

يبنى في فصلي الشتاء والربيع، لأنه يحمل الدفء داخله.. ويحتمل هطول المطر وشدة الريح.. يصنع من مسادي الصوف الذي خالطه شعر الماعز وبعض وبر الإبل، ويضمّ "رواويح" تمثل النوافذ، وفيه ريشات، وهي إضافات للزينة.
في بيت الربيع يوجد "كحالان".. والكحال مسدى بطول يمتدّ بطول البيت، ولا يزيد عرض الكحال على 30 سنتيمتراً، وأحد الكحالين يكون طولياً.

بيت الصيف

يصنع من القماش، ويكون غالباً مزركشاً من داخله، ويكسوه قماش أبيض، كي يعكس حدة أشعة الشمس، ولذلك تغمره البرودة، وبناء عليها فإنه يبنى في فصل الصيف، وقد يضم الكحال الذي يأتي على شكل قماش أسود اللون من أجل الزينة.. ولبيت الصيف أحجام متعددة منها الصغير ومنها الكبير.

بيتا بو عشرين وبو زرد

يضاف إلى البيتين السابقين البيت المسمّى "بو عشرين" لأنه يكون بطول عشرين ذراعاً، وأيضاً البيت المسمّى "بوزرد"، وهو بيت كبير من الصعب حملة دفعة واحدة، شأن البيوت الأخرى، وعليه فقد صمم بـ"زرد" وهي أزرار تصل بين نصفه الشمالي ونصفه الجنوبي، كي يسهل فكه ونقله على ظهور الجمال، ثم إعادة تركيبه.