طقوس خاصة للمولودين حديثاً عند يهود المغرب

طقس من الشموع

عند اليهود في المغرب عادات وتقاليد خاصة بالمواليد الجدد، ولديهم طقوس خاصة ايضاً للمرأة أثناء حملها وبعد ولادتها.. كما أن تلك الطقوس تتداخل ما بين الديني والاجتماعي الثقافي، وقد تتقارب في جزء منها مع العادات المجتمعية الموجودة في المكان لدى الآخرين.

 

حين يعرف خبر الحمل، تنطلق طقوس تخص المرأة الحامل، وبحسب المؤرخ المغربي "حاييم الزعفراني"، فإن المرأة تطوّق بمجموعة من الأمور المحرمة، وبعدد من الوصايا الثابتة طبقاً للعادات والتقاليد، إذ تنقسم مرحلة ما قبل الوضع إلى 3 مراحل كل منه 3 أشهر، وأصعبها المرحلة الأولى:

1- مرحلة الوحم.

2- مرحلة بروز البطن.

3- مرحلة العياء التام.

تقطيع القماط

وتحدث عملية تقطيع القماط عند دنو موعد الوضع، والقماط، أو "الگماط" كما يسميه المغاربة، وهو قطع القماش البيضاء التي يلف بها الرضيع بها في الأشهر الأولى من عمره. وخلال مرحلة التقميط توضع داخل القماط بعض التعويذات والأحجبة والطلاسم، وتكون مكتوبة في ورقة اسمها بالعبرية "شميراه" اي "حرس".

وتهدف هذه التعاويذ، حسب الزعفراني، إلى أن يكون الأم ووليدها تحت رعاية الإله وبعض الملائكة الحراس، وكذلك إبعاد الشياطين الشريرة.. وأهمها لديهم الجنية المسماة ليليث، والتي بحسب اعتقادهم خلقت كي تنهي حياة الأطفال خلال الأيام الثمانية الأولى من أعمارهم.. قبل أن يدخلوا في عهدة إبراهيم، وهو ما يقصد به عملية الختان.

في جو حافل بالصلوات والأدعية، تجري عملية الولادة. وبعد ولادة الجنين، تحتفظ الأم بالمشيمة، وهي ما يعرف في المجتمع المغربي باسم "لخلاص".. وتحتفظ الأم به خاصة إن كان المولود بكراً، ويرجع هذا الطقس إلى الاعتقاد بأن فضائله مباركة، وهو يحمي من الأمراض، كما أنه يسرع إطلاق سراح السجين.

طقس التحديد

ويعد "التحديد" طقساً مهماً يلي عملية الوضع عند اليهود في المغرب، ويهدف إلى حماية المولود من "الجنية ليليث" التي ورد ذكرها سابقاً.. وتعود هذه العادة إلى عقلية دينية كما تترافق معها بعض الطقوس والمعتقدات السحرية. والغاية منها أن تحمي المولود الذكر، والذكر بقناعتهم أكثر احتمالاً للتعرض للمخاطر بالمقارنة مع المولود البنت، خاصة في الأيام السبعة الأولى التي تلي الولادة، وهي الفترة التي تسبق الختان.

يبدأ "التحديد" عند منتصف الليل مصحوباً بتراتيل من الكتاب المقدس، وتغلق النوافذ والأبواب، وكما يستخدم خلال الطقس سكين ضخمة أو سيف قديم يمرر على الجدران والمنافذ في الغرفة التي تكون أم المولود موجودة بها، وفي الختام يتم وضع الأداة المعدنية تحت مخدة المولود جوار والدته.

​​حكاية الختان

يعتد الختان من أهم الطقوس التي يجب إجراؤها بعد ولادة الذكر، وتقام فيه احتفالية خاصة في اليوم الثامن بعد الولادة.. و"مهيلة" هو اسم عملية الختان باللغة العبرية.. وبعد الختان مباشرة يبدأ حوار الموجودين لاختيار اسم المولود، مصحوباً بأغنيات تخص المناسبة. 

وعندما يكون المولود أنثى، تجري عملية اختيار الاسم عبر شعائر سريعة مع وجبة طعام خفيفة، بالإضافة إلى احتفالات يقولون خلالها بعض الأشعار.